اليوم حديثنا عن الليل



اليوم حديثنا عن الليل وكيف يأتي ويعود ادراجه مع تقدم الشمس، عندما يدور الكوكب ,وإلى حين عودة الشمس, سنتحدث عن الذي يجلبه لنا, وهو شاب قوي, قادرا على ابرصتنا وأغرقنا في عمقه الملتهب, بالكوابيس ... وفظائع نرتكبها ونحن مبرصون غير قادرين على الوقوف في وجهه وطرده خرج أفكارنا وعقولنا التي أودعناها عنده إلى أن يأتي الشمس, ونخرج من عباءته السوداء التي أحيانا نتهلك في مستنقعاته ووديانها المليئة بالغرابة وكأننا نمثل في أحد أفلام الاكشن الحربية أو نخوض معركة مع الجن والشياطين, ولكن نحن الخاسرين فيها دائما!! ومع تقدم العمر به يشفق علينا ويتركنا نتنفس لبعض الثواني، لنتناول
كأسِ من الماء التي تدخل في عروقنا.. لتسحق بقايا مهالكه وكوابيسه المرفقة مع تعرق الشديد وأحيانا الصراخ الغير مبرر والمزعج للآخرين من حولنا، ولا نفكر انها استراحة مقتل، وثواني سنعود إلى غاباته ونخوض باقي المعركة وتحت أمره، وهذه المرة يكون حمله اخف من سابقه, حيث يدرك انه على شفير الزوال مع تقدم الكبير للشمس نحونا، ومعرفته بذلك يدخل في قلبه، بعض الرحمة، يأمر أتباعه من الكوابيس والاحلام المتطرفة أن يخففوا من ثقلهم علينا. أو يبقوا لنا الباقي من كوابيسهم واحلامهم الخانقة إلى أن تذهب الشمس مرة أخرى، وهنا نرتاح ونراهم مرتبكين، والضعف يعتريهم، لا يعرفون كيف يعدون حقائبهم واغراضهم ويختفو في سرعة.  فالشمس قادمة بقوة اليوم، فليس أمامها أي عائق من الغيوم بجميع أضافها، نشعر بأننا قد ولدنا من جديد، مع زوال الليل وقدم الصباح المسحوب بأنور الطارد للكوابيس والأحلام المتطرفة،
لا يأتي على بالنا وفكرنا غير التخلص منهم، ونحن على معرفة تامة  انها مؤقتة,
وأنهم لم يرحلوا بل اختفوا الى ان تتعب الشمس من حراستنا وتذهب لترتاح, فهذا الكائن الرقيق المعطي الكريم له قدرة على البقاء ولا يستطيع أن يكون دائما في حراستنا من قدرا مكتوب,
لهذا يعرف الليل هذه الحقيقة يعدو نفسه كل يوم من جديد لكي يفاجئنا بغطرسته  وعجريته!! في التعامل معنا،
ونحن من كل بد نحتاجه لنرتاح من تعب أجسادنا ونحن نمرح ونعمل ونلهو في حراسة الشمس لنا, ونأتي لنرتاح, يفاجئنا الليل بكل احقاده, ولا يتركنا في حالنا حتى يصبح عجوزا على شفير الزوال والاختفاء, هكذا نقضي يومنا .    



شيخ نظمي

Instagram